مناقشة صاحب الكفاية - تقدم الاطلاق الشمولي على الاطلاق البدلي 

الكتاب : محاضرات في اُصول الفقه - الجزء الثاني   ||   القسم : الأصول   ||   القرّاء : 4496


وقد ناقش المحقق صاحب الكفاية (قدس سره) في الكبرى بعد تسليم أنّ المقام من صغرياتها بما إليك لفظه : فلأنّ مفاد إطلاق الهيئة وإن كان شمولياً بخلاف المادة ، إلاّ أ نّه لايوجب ترجيحه على إطلاقها ، لأ نّه أيضاً كان بالاطلاق ومقدمات الحكمة ، غاية الأمر أ نّها تارةً تقتضي العموم الشمولي واُخرى البدلي ، كما ربّما يقتضي التعيين أحياناً كما لا يخفى .
وترجيح عموم العام على إطلاق المطلق إنّما هو لأجل كون دلالته بالوضع ، لا لكونه شمولياً ، بخلاف المطلق فانّه بالحكمة فيكون العام أظهر فيقدّم عليه، فلو فرض أ نّهما في ذلك على العكس ، فكان عام بالوضع دلّ على العموم البدلي، ومطلق باطلاقه دلّ على الشمول، لكان العام يقدّم بلا كلام(1).
وهذا الذي أفاده (قدس سره) من منع الكبرى في غاية الصحة والمتانة ولا مناص عنه، ضرورة أنّ الملاك في الجمع الدلالي إنّما هو بأقوائية الدلالة والظهور، ومن الطبيعي أنّ ظهور المطلق في الاطلاق الشمولي ليس بأقوى من ظهوره في الاطلاق البدلي ، لفرض أنّ ظهور كل منهما مستند إلى تمامية مقدمات الحكمة

ـــــــــــــــــــــ
(1) كفاية الاُصول : 106 .

ــ[158]ــ

وبدونها فلا مقتضي له. نعم، لو كان ظهور أحدهما مستنداً إلى الوضع والآخر إلى مقدمات الحكمة ، قدّم ما كان بالوضع على ما كان بالمقدّمات كما عرفت .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net