ذكر الرحمة بدء القرآن - ذكر الرحيم بعد الرحمن 

الكتاب : البيان في تفسـير القرآن - خطبـة الكتاب   ||   القسم : التفسير   ||   القرّاء : 4408


ــ[437]ــ


البحـث الأول

حول آية البسملة
 

ــ[438]ــ

* ذكر الرحمة بدء القرآن.
* ذكر الرحيم بعد الرحمن.
* هل البسملة من القرآن؟

ــ[439]ــ

ذكر الرحمة بدء القرآن:
قد وصف الله تعالى نفسه بالرحمة في ابتداء كلامه دون سائر صفاته الكمالية، لأن القرآن إنما نزل رحمة من الله لعباده. ومن المناسب أن يبتدأ بهذه الصفة التي اقتضت إرسال الرسول وإنزال الكتاب. وقد وصف الله كتابه ونبيه بالرحمة في آيات عديدة، فقد قال تعالى:
{هذَا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمةٌ لقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 7: 203. وَشِفاءٌ لما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمةٌ لِّلمؤمنِينَ 10: 57. وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكتابَ تِبْتاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ 16: 89. وَنُنَزِّلُ مِنَ القرآن مَا هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ 17: 82. وَمَا أرْسَلناكَ إِلاَّ رَحْمةً لِّلْعالَمينَ 21 : 107. وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ 27: 77}.
ذكر الرحيم بعد الرحمن:
قد عرفت أن هيئة فعيل تدلّ على أن المبدأ فيها من الغرائز والسجايا غير

ــ[440]ــ

المنفكة عن الذات(1). وبذلك تظهر نكتة تأخير كلمة "الرحيم" عن كلمة "الرحمن" فإن هيئة "الرحمن" تدل على عموم الرحمة وسعتها ولا دلالة لها على أنها لازمة للذات، فأتت كلمة "الرحيم" بعدها لا دلالة على هذا المعنى.
وقد اقتضت بلاغة القرآن أن تشير إلى كلا الهدفين في هذه الآية المباركة، فالله رحمن قد وسعت رحمته كل شيء وهو رحيم لا تنفك عنه الرحمة.
وقد خفي الأمر على جملة من المفسرين، فتخيلوا أن كلمة "الرحمن" أوسع معنى من كلمة "الرحيم" بتوهم أن زيادة المباني تدل على زيادة المعاني. وهذا التعليل ينبغي أن يعد من المضحكات، فان دلالة الألفاظ تتبع كيفية وضعها، ولا صلة لها بكثرة الحروف وقلتها. ورب لفظ قليل الحروف كثير المعنى، وبخلافه لفظ آخر، فكلمة حذِر تدل على المبالغة دون كلمة حاذر، وإن كثيراً ما يكون الفعل المجرد والمزيد فيه بمعنى واحد، كضرَّ وأضرَّ.
هذا إذا فرضنا أن يكون استعمال كلمة "الرحمن" استعمالاً اشتقاقياً وأما بناءً على كونها من أسماء الله تعالى وبمنزلة اللقب له نقلاً عن معناها اللغوي - وقد تقدم إثبات ذلك - فإن في تعقيبها بكلمة "الرحيم" زيادة على ما ذكر إشارة إلى سبب النقل، وهو اتصافه تعالى بالرحمة الواسعة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مر ذلك في الصفحة 430 من هذا الكتاب.

 




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net