أوصاف الحيض - مبدأ الحيض ومنتهاه 

الكتاب : التنقيح في شرح العروة الوثقى-الجزء السابع:الطهارة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 7549


ــ[65]ــ

 فصل

في الحـيض

    وهو دم خلقه الله تعالى في الرّحم لمصالح ، وفي الغالب أسود أو أحمر غليظ طريّ حارّ يخرج بقوّة وحرقة ، كما أنّ دم الإستحاضة بعكس ذلك ،

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فصل في الحيض

    الظّاهر أنّ الحيض معنى حدثي ، ومن هنا يشـتق منه ويقال : حاضت ، تحيض حائض وحيّض ، إذ لو كان من الجوامد لم يمكن منه الإشتقاق إلاّ على وجه التأويل كما في اللاّبن والتّامر والحدّاد .

   ولكن قد اُطلق في غير واحد من الأخبار على نفس الدّم :

   منها : صحيحة حَفص بن البَختَري ، قال «دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) امرأة ، فسألته عن المرأة يستمر بها الدم فلا تدري حيض هو أو غيره ... »(1) ، حيث اُطلق الحيض على نفس الدّم . ومنها : ما ورد في رواية يونس عن بعض رجاله عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال في حديث «وكل ما رأت المرأة في أيّام حيضها من صفرة أو حمرة فهو من الحيض ... »(2) ، وكذلك في غيرها من الأخبار(3) حيث إنّ الظّاهر أنّ كلمة «من» للجنس ، ولا معنى لأنّ تكون نشوية ، لأنّ الدم لا ينشأ عن الحيض . ومنها : ما سأل فيه سلمان (رحمه الله) عليّاً (عليه السلام) «عن رزق الولد في بطن اُمّه ، فقال : إنّ الله تبارك وتعالى حبس عليه الحيضة فجعلها رزقه في بطـن اُمّه» (4) ، حيث اُطلق الحيضة على نفس الدّم . ومنها غير ذلك من الأخبار ، ولعلّه من

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوسائل 2 : 275 / أبواب الحيض ب 3 ح 2 .

(2) الوسائل 2 : 279 / أبواب الحيض ب 4 ح 3 .

(3) الوسائل 2 : 280 و 281 / أبواب الحيض ب 4 ح 5 و 6 و 9 .

(4) الوسائل 2 : 333 / أبواب الحيض ب 30 ح 13 .

ــ[66]ــ

هنا فسّر الأصحاب (قدس سرهم) الحيض بالدّم ، حيث قالوا إنّه دم أسود عبيط ...

   ثمّ إنّ معنى الحيض هو السيلان ، فيقال : حيّض الماء أي سيّله كما في القاموس وهذا أيضاً يدل على أنّ الحيض معنى حدثي ، حيث إشتق منه وليس من الجوامد ، هذا كلّه في معنى الحيض ومادّته .

    أوصاف الحيض

   وأمّا أوصافه فالّذي يدلّ عليه الرّوايات ويستفاد من إخبارات النِّساء أنّ دم الحيض يمتاز عن بقيّة الدّماء ، ويخرج بدفع وقوّة وحرارة ، وأ نّه طريّ ـ  على خلاف المتعارف في الدم الباقي المحتبس حيث تذهب طراوته  ـ وهو المعبر عنه في الأخبار بالعبيط (1) ، وأ نّه أسود ، والظّاهر أنّ المراد به كثرة الحمرة ، وإلاّ فلم يُر دم بلون السواد كالفحم .

   وذكر في المتن كما ذكر غيره أ نّه غليظ ، وهو وإن لم يذكر في الأخبار ولكنّه أمر محتمل الوجود في الحيض ، ويأتي ما يتعيّن به دم الحيض عند الإشتباه من غير حاجة إلى اعتبار الغلظة .

    السنّ الّذي يخرج فيه الحيض

   وأمّا السنّ الذّي يخرج فيه الحيض فقد أشـار إليه الماتن بقوله «ويشترط أن يكون بعد البلوغ الخ» أي إكمال تسع سنين كما في صحيحة ابن الحجاج عن الصّادق (عليه السلام) «ثلاث يتزوجن على كلّ حال ـ وعد منها الّتي لم تحض ومثلها لا تحيض ـ قال : قلت : وما حدّها ؟ قال : إذا أتى لها أقل من تسع سنين» (2) ، هكذا

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كما في صحيحة حفص ، الوسائل 2 : 275 / أبواب الحيض ب 3 ح 2 .

(2) الوسائل 22 : 183 / أبواب العدد ب 2 ح 4 ، وهذه رواية الكافي ، والّتي هي رواية الشيخ وفي سندها ابن الزّبير هي الرّواية المذكورة في : أبواب العدد ب 3 ح 5 . وسيأتي ذكر كليهما في الصفحة 68 و 69 .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net