مكروهات القراءة 

الكتاب : المستند في شرح العروة الوثقى-الجزء الرابع : الصلاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 7312


   [ 1565 ] مسألة 1 : يكره ترك سورة التوحيد في جميع الفرائض الخمسة .

   [ 1566 ] مسألة 2 : يكره قراءة التوحيد بنَفَس واحد ، وكذا قراءة الحمد والسورة بنَفَس واحد .

   [ 1567 ] مسألة 3 : يكره أن يقرأ سورة واحدة في الركعتين إلاّ سورة التوحيد .

   [ 1568 ] مسألة 4 : يجوز تكرار الآية في الفريضة وغيرها والبكاء ، ففي الخبر : كان علي بن الحسـين (عليه السلام) إذا قرأ مالك يوم الدِّين يكرِّرها حتى يكاد أن يموت . وفي آخر: عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن الرّجل يصلي ، له أن يقرأ في الفريضة فتمرّ الآية فيها التخويف فيبكي ويردِّد الآية؟ قال (عليه السلام) يردّد القرآن ما شاء وإن جاءه البكاء فلا بأس .

   [ 1569 ] مسألة 5 : يستحب إعادة الجمعة أو الظهر في يوم الجمعة إذا صلاّهما فقرأ غير الجمعة والمنافقين ، أو نقل النية إلى النفل إذا  كان في الأثناء وإتمام ركعتين ثم استئناف الفرض بالسورتين .

   [ 1570 ] مسألة 6 : يجوز قراءة المعوّذتين في الصلاة ، وهما من القرآن .

   [ 1571 ] مسألة 7 : الحمد سبع آيات ، والتوحيد أربع آيات ((1)) (1) .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (1) أمّا الأوّل فلا إشكال فيه كما لا خلاف . وأمّا الثاني فقيل إنّ آياته أربع بل إنّ هذا هو المعروف عند العامة بناءً على مسلكهم من عدم عدّ البسملة

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بل هي خمس آيات عند معظم الإمامية .

ــ[498]ــ

   [ 1572 ] مسألة 8 : الأقوى جواز قصد إنشاء الخطاب بقوله : إيّاك نعبد (1) وإيّاك نستعين إذا قصد القرآنية أيضاً ، بأن يكون قاصداً للخطاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزءاً من السورة (1) ، وقيل إنّها ثلاث بناءً على أنّ لم يلد ولم يولد إلى آخر السورة آية واحدة .

   والصحيح أنّ آياته خمس ، بناءً على ما هو المعروف عند معظم الإمامية ـ  وهو الصواب كما تقدم (2)  ـ من أنّ البسملة جزء من كل سورة ، وأنّ لم يلد ولم يولد ... إلى أحد ، آيتان .

   ثم إنّه لا يترتب هناك أثر مهم على تحقيق عدد الآيات لوجوب الاتيان بسورة كاملة على كل حال ، عدا ما يقال من ظهور الأثر في صلاة الآيات لو أراد تقطيع السورة ، وتقسيط الآيات على الركعات ، فانّه إنّما يصح لو كانت الآيات خمساً كي يأتي قبل كل ركوع بآية تامة ، لاشتمال كل ركعة على خمسة ركوعات . لكنّا سنذكر في محله إن شاء الله تعالى عدم لزوم الاتيان بآية تامة لكل ركوع لعدم الدليل عليه . وإنّما اللازم قراءة بعض السورة سواء أكانت آية كاملة أم لا . وعليه فيجوز التقطيع في سورة التوحيد مطلقاً كانت الآيات خمساً أم أقل .

   نعم ، ربما يظهر أثر غير مهم بالنسبة إلى الجنب والحائض ، حيث يكره لهما قراءة أكثر من سبع آيات ، فيختلف الحال حينئذ في مقدار آيات التوحيد لو أراد احتسابها من السبع .

   (1) قد يقال بعدم جواز الجمع بين قصد الانشاء وقصد القرآنية ، فلا يجوز إنشاء الخطاب بقوله إياك نعبد وإياك نستعين ، ولا إنشاء الحمد بقوله الحمد لله

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المغني 1 : 558 ، 568 ، بداية المجتهد 1 : 126 ، المجموع 3 : 334 .

(2) في ص 326 .

ــ[499]ــ

بالقرآن ، بل وكذا في سائر الآيات ، فيجوز إنشاء الحمد بقوله : الحمد لله رب العالمـين ، وانشاء المدح في الرّحمن الرّحيم ، وانشاء طلب الهـداية في اهدنا الصراط المستقيم ، ولا ينافي قصد القرآنية مع ذلك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ربّ العالمين ، ولا إنشاء الدعاء وطلب الهداية في قوله : اهدنا الصراط المستقيم وهكذا ، للزوم استعمال اللفظ المشترك في معنيين ، فانّ قصد القرآنية يتقوّم باستعمال اللفظ في شخص الألفاظ التي نزل بها الروح الأمين على قلب سيد المرسلين (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، إذ القرآن عبارة عن ذاك الفرد المعيّن النازل ، فقصده لا يتحقق إلاّ بالاستعمال في شخص ذاك الفرد من اللفظ ، فهو من باب استعمال اللفظ في اللفظ كما في قولك : زيد في ضرب زيد فاعل ، فانّ المستعمل فيه ـ لكلمة زيد الأوّل ـ هو لفظ زيد الواقع بعد ضرب ، ولم يستعمل في معناه ، وإلاّ فهو باعتباره مبتدأ لا فاعل ، وقصد الانشاء بها يتقوّم بالاستعمال في نفس المعنى كما لا يخفى ، فيلزم الجمع بين استعمال اللفظ في المعنى واللفظ ، وهو ما عرفت من استعمال المشترك في معنيين .

   ويندفع :  بأنّ قصد القرآنية خارج عن باب الاستعمال رأساً ، وإنّما هو حكاية عن الطبيعي بايجاد الفرد المماثل لما هو النازل .

   وتوضيحه: أنّ قوام القرآن وما يترتب عليه من الفصاحة والبلاغة والاعجاز كغيره من قصيدة أو شعر أو نثر إنّما هو بطبيعي تلك الألفاظ المترتبة على هيئة معيّنة وشكل خاص . وأمّا شخص الفرد النازل أو الصادر من الشاعر أو الخطيب فلا دخالة له في صدق هذا العنوان بالضرورة . نعم، النازل أو الصادر إنّما هو الفرد والشخص الخاص ، لامتناع وجود الطبيعي في الخارج إلاّ في ضمن فرد معيّن ، إلاّ أنّ المناط بالطبيعي الموجود في ضمنه ، وأمّا خصوصية الفرد الذي يوجد وينصرم فلا دخل لها في صدق القرآن أو الشعر ونحوهما قطعاً، فلا

ــ[500]ــ

مقتضي لاستعمال اللفظ فيه .

   وعليه فقصد ذاك العنوان في مقام التلفظ مرجعه إلى الحكاية عن ذاك الطبيعي بايجاد فرد آخر مشابه للفرد الأوّل الذي نزل على قلب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، أو صدر عن الشاعر أو المتكلم ، فكما أنّ قراءة شعر المتنبّي أو قصيدة إمرئ القيس عبارة عن إيجاد فرد من تلك الألفاظ المنسّقة على النهج الخاص المماثل لما صدر منه بقصد الحكاية عن الطبيعي ، فكذا في القرآن .

   ونظير المقام ما لو سألك أحد عن العصفور مثلاً وأ نّه أيّ شيء ، ولم يره طيلة عمره ، فأخذت عصفوراً بيدك وأريته وقلت هذا العصفور ، فانّك قصدت بذلك إراءة الطبيعي الذي وضع له هذا اللفظ باراءة هذا الفرد ، فقد حكيت عن الطبيعي باراءة المصداق ، لا أنّ لفظ العصفور موضوع لفرد معـيّن وقد أريته باراءة هذا الفرد .

   وعلى الجملة :  فلا نعقل لقصد القرآنية معنى آخر وراء هذا ، وليس ذلك من استعمال اللفظ في اللفظ لعدم خصوصية فيه ، وإنّما هو حكاية عن الطبيعي بايجاد الفرد المماثل كما عرفت ، هذا .

   ومن المعلوم أنّ الحكاية عن ذاك الطبيعي بالاضافة إلى قصد المعنى من خبر أو إنشاء تكون لا بشرط ، سواء فسّرنا الانشاء بايجاد المعنى باللفظ كما عليه القوم، أو بمعنى آخر، إذ لم تتقيد بعدمه بالضرورة ، فاذا اقترنت الحكاية المزبورة بقصد المعنى كان هناك استعمال للفظ في معناه زائداً على الحكاية ، وإلاّ فهي حكاية صرفة وليست من الاستعمال في شيء .

   وعليه فلا مانع من أداء المقاصد بالحكاية عن القرآن كغيره من شعر ونحوه سواء أكانت خبرية كما لو أردت الاخبار عن مجيء رجل من أقصى البلد فقلت جاء رجل من أقصى المدينة ، أم كانت إنشائية كما لو أردت إنشاء الحمد أو

 
 




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net