حرمة السجود لغير الله تعالى - توجيه سجود الملائكة لآدم وسجود يعقوب ليوسف 

الكتاب : المستند في شرح العروة الوثقى-الجزء الخامس : الصلاة   ||   القسم : الفقه   ||   القرّاء : 7736


   [ 1655 ] مسألة 24 : يحرم السجود لغير الله تعالى(1) فانّه غاية الخضوع فيختص بمن هو غاية الكبرياء والعظمة ، وسجدة الملائكة لم تكن لآدم بل كان قبلة لهم، كما أنّ سجدة يعقوب وولده لم تكن ليوسف بل لله تعالى شكراً حيث رأوا ما أعطاه الله من الملك ، فما يفعله سواد الشيعة من صورة السجدة عند قبر أمير المؤمنين وغيره من الأئمّة  (عليهم السلام)  مشكل، إلاّ أن يقصدوا به سجدة الشكر لتوفيـق الله تعالى لهم لادراك الزيارة . نعم لا يبعد جواز تقبيل العتبة الشريفة .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   (1) بلا إشـكال ولا خلاف ، لما اُشير إليه في المتن من أ نّه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكـبرياء ، ويدل عليه من الكتاب قوله تعالى (لاَ تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ )(1) فانّ مناط المنع هو المخلوقية فيعم ما سواه تعالى وتخصيصهما بالذكر لعظم الخلقة ، ومن ثمّ احتجّ به إبراهيم (عليه السلام) على ربوبيتهما فقال مشـيراً إلى القمر (هذَا رَبِّي )(2) ثمّ للشمس (هذَا رَبِّي هذَا أَكْبَرُ )(3) .

   ومن السنّة طائفة كثيرة من الأخبار ، وهي وإن كانت ضعيفة السند إلاّ أ نّها متضافرة بل متواترة إجمالاً فيعتمد عليها ، وقد ورد عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بسند معتبر «أ نّه لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فصّلت 41 : 37 .

(2) الأنعام 6 : 77 .

(3) الأنعام 6 : 78 .

ــ[240]ــ

لزوجها» (1) . فانّ التعبير بكلمة «لو» الامتناعية دال على امتناع السجود لغير الله تعالى .

   وأمّا سجود الملائكة لآدم وكذا سجود يعقوب وولده ليوسف فقد اُجيب عنه في الروايات بوجهين وكلاهما صحيح .

   أحدهما : أنّ السجود كان لله تعالى، وإنّما جعل آدم ويوسف قبلة لهم تشريفاً وإجلالاً ، كما أنّ الكعـبة قبلة لنا (2) ، فلم يكن السجود لآدم ولا ليوسـف بل شكراً له تعالى . كما أ نّا لم نسجد لتلك الأحجار أو لذاك الفضاء .

   الثاني :  أنّ السجود وإن كان لآدم إلاّ أ نّه حيث كان بأمر من الله تعالى فهو في الحقيقة سجود له وعين العبودية والتوحيد ، ألا ترى أنّ الملك إذا أمر بتعظيم شخص والخضوع له فتعظيمه في الحقيقة عائد إلى الملك وخضوعه يرجع بالأخرة إلى الخضـوع إليه ، لانبعاثه عن أمره وكونه إطاعة لحكمه ، وعليه فلا يجـوز السجود لغير من أمر به تعالى ، لكونه شركاً في العبادة بعد أن لم يكن صادراً عن أمره . وقد ذكرنا في بحث التفسـير(3) أنّ السجود للأصنام إنّما لا يجوز لعدم إذنه تعالى في ذلك ، وإلاّ فلو أذن تعالى به لم يكن به بأس لكونه طاعة له وامتثالاً لأمره .

 وقد ورد في بعض الروايات (4) أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أجاب عمّن

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الوسائل 20 : 162 /  أبواب مقدّمات النكاح وآدابه ب 81 ح 1 .

(2) غير خفي أنّ السجود للشيء غير السجود إلى الشيء ، وظاهر الآيات الواردة في آدم ويوسف هو الأوّل كما أنّ الواردة في الكعبة هو الثاني ، فلا يكونان من سنخ واحد ليقاس أحدهما بالآخر .

(3) البيان : 478 .

(4) الوسائل 6 : 386 /  أبواب السجود ب 27 ح 3 .

 
 

ــ[241]ــ

سأله عن السجود لغير الله تعالى قياساً على سجود الملائكة لآدم (عليه السلام) بأ نّه كان ذلك عن إذنه تعالى ، وأوضحه (صلّى الله عليه وآله) بايراد مثال وهو أ نّه إذا أذن أحد لغيره بالدخول في داره الخاصّة فهل يجوز للمأذون له الدخول في داره الاُخرى قياساً على الاُولى ، وهذا المضمون قوي وإن كان سند الخبر ضعيفاً . وكيف ما كان فالحكم ظاهر لا غبار عليه .




 
 


أقسام المكتبة :

  • الفقه
  • الأصول
  • الرجال
  • التفسير
  • الكتب الفتوائية
  • موسوعة الإمام الخوئي - PDF
  • كتب - PDF
     البحث في :


  

  

  

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • أضف موقع المؤسسة للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

الرئيسية   ||   السيد الخوئي : < السيرة الذاتية - الإستفتاءات - الدروس الصوتية >   ||   المؤسسة والمركز   ||   النصوص والمقالات   ||   إستفتاءات السيد السيستاني   ||   الصوتيات العامة   ||   أرسل إستفتاء   ||   السجل

تصميم، برمجة وإستضافة :  
 
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net